العلاقة مع الطفل 3-5 سنوات
ما يهم معرفته حول العلاقة مع الطفل بعمر 3-5سنوات:
- تعد العلاقات الدافئة والمتجاوبة مع الأهل أساسية لنمو ورفاهية الطفل بعمر 3-5 سنوات.
- تتغير العلاقات مع الأطفال مع نمو وتعقد مشاعرهم وتفكيرهم وتطور مهارات الكلام لديهم.
- من الضروري توطيد العلاقة معهم من خلال الاستماع للطفل والتحدث معه, القيام بأشياء مشتركة يومياً, و إعطاءه انتباهاً إيجابياً.
حول العلاقة مع الأطفال:
تعتبر العلاقة الدافئة, المستقرة والمتجاوبة أساسية لنمو الطفل ورفاهيته. يشعر الطفل بالسلامة والأمان من خلال هكذا نوع من العلاقة. مما يعطيه الإحساس بالأمان والثقة لاكتشاف العالم والتعلم. وبينما يكتشف طفلك العالم, يتعلم كيف يفكر ويستوعب ويتواصل ويتصرف ويظهر عواطفه ويطور مهاراته الاجتماعية.
التوقعات من علاقتك مع طفلك:
يبني الطفل في هذا العمر ويطور ثقته وتقديره لذاته اللذان كانا ينموان لديه منذ ولادته. كما يطور لغته ومهاراته الاجتماعية وقدرته على حل المشاكل. وقد تتغير العلاقة مع الطفل نتيجة لذلك النمو. فمحادثاتكما تصبح أطول مع تطور قدرة طفلك على فهم اللغة والتعبير من خلالها، مما يعطيك الفرصة للاستماع لأفكار ومشاعر طفلك. وإن أهمية استماعك لطفلك كبيرة فأنت من ناحية ترسل إليه رسالة واضحة حول أهمية ما يفكر به ويقوله، ومن ناحية أخرى توطد علاقتك الإيجابية به والمبنية على التواصل الإيجابي والاحترام.
سيطرح طفلك العديد من أسئلة “ماذا”, “لماذا” , “أين” , “من”, “كيف” عن العالم حوله وسيصبح بإمكانه فهم شروح معقدة أكثر. وعندما تأخذ سؤال طفلك على محمل الجد و تعطيه الوقت والأجوبة الحقيقية فإنك تساعده على فهم العالم حوله مع تطوره ونمو مداركه. إضافة لبناء ثقته بك.
يفضل أطفال هذا العمر كلمات مثل “سعيد”, “حزين”, “غاضب”, “متفاجئ” فهي أسهل لإدراكهم وفهمهم ويستخدمونها للتعبير عن مشاعرهم. كما أنهم يبدؤون بفهم امتلاك الآخرين للمشاعر ذاتها. لذلك من الممكن أن يقول طفلك “آسف” إذا أخطأ, أو أن يتحمس لعيد ميلادك. تطوّر المهارات الحسية ذالك جيد لعلاقته معك ومع الناس, الآن وفي المستقبل.
تتطور علاقتك مع طفلك وتتغير في هذه المرحلة وهي علاقة تبادلية يساهم كل من الطرفين فيها. على سبيل المثال سيوثر مزاج طفلك على طبيعة النشاطات التي تتمتعون بها سوية, أو كيف يتكيف ويتفاعل مع اختلاف الرأي. من الطبيعي أن تمر أية علاقة بفترات ازدهار وتدهور. لكن إذا عملت على المحافظة على استقرار علاقتك لأطول وقت ممكن فإنك ستعزز مشاعر الحب و الأمان لديه.
يتطلب بناء علاقة والدية قوية أكثر من مجرد قضاء وقت ممتع سوية. تستطيع مساعدته على التصرف بشكل جيد من خلال ضبط مشاعر طفلك, تعليمه على السلوك الإيجابي, و مساعدته على انتقاء الكلمات للتعبير عن المشاعر الكبيرة.
خطوات بناء علاقة قوية مع الطفل بعمر 3-5 سنوات:
يحتاج الأطفال في كل الأعمار لآباء ومربين يتمتعون بالدفء والاستجابة, يعطونهم الانتباه و يشعروهم بالراحة. تساعدك الأفكار التالية لبناء هذا النوع من العلاقة مع أطفالك في سن ما قبل المدرسة :
- أظهر اهتمامك واستمع لطفلك عندما يتكلم. توقف عما تفعله, ثم تواصل بالعين معه وانتبه للغة جسد ابنك, استخدم مصطلحات مثل “حقاً؟”, “اكمل ” , أو “ماذا حصل بعد ذلك ؟”.
- أعط طفلك الكثير من الانتباه الإيجابي. هذا يعني تخصيص وقت للقيام بالنشاطات المفضلة لديه مثل قطع التركيب و المكعبات. دع طفلك يعلم بأنك مهتم بما تقومان به وبأنك تحب قضاء وقت معه حتى لو كانت فترة اللعب قصيرة.
- حاول أن تكون صبوراً بالإجابة عن أسئلة طفلك الكثيرة وشجع اهتماماته. إذا سألك سؤال لا تعلم إجابته, يمكنكم البحث سوية عن الإجابة عن طريق الانترنت. أو زيارة المكتبة وشراء الكتب حول مواضيعه المفضلة .
- إذا سأل طفلك عن موضوع صعب الفهم لعمره, حاول أن تكون الإجابة بلغة بسيطة وجمل مختصرة يستطيع طفلك فهمها – مثال ” توفيت الجدة و لن نستطيع رؤيتها بعد الآن. أنا حزين جداً ” . إذا شجعت على القيام بنقاشات عن مواضيع صعبة فسيتعلم طفلك بأنها تستطيع التحدث إليك دائماً مهما كانت الظروف.
- العبوا ألعاباً مشتركة، فهي تساعد طفلك على تعلم اللعب بشكل تعاوني والاعتياد على الناس والتشاركية. تعد هذه المهارات جيدة لعلاقته مع الأهل ومع الناس .
- اقرؤوا سوية. تخلق القراءة الدورية المنتظمة ترابطاً مع طفلك. كما تنمي مهارة التخيل عنده وتساعده ليتعلم عن العالم حوله.
- شارك الوجبات العائلية الأساسية معاً. تقوي الوجبات العائلية علاقتك العائلية وحس طفلك بالانتماء العائلي.
- شجع طفلك لمساعدتك داخل المنزل عن طريق المساعدة في تحضير طاولة الطعام أو ترتيب الغسيل. هذا يعطيك الفرصة لقضاء وقت مشترك وثقتك بطفلك للقيام بالمهام. فالقيام بالأعمال المنزلية تساعده بالشعور بأنه “كبير” و نظرته جيدة حول نفسه.
في خضم كل مشاغلك اهتم بنفسك واقض بعض الوقت (حتى لو لبضع دقائق) للقيام بشيء تستمتع به مثل الذهاب للمشي أو قراءة مجلات. مما يمكنك من الاستمتاع لاحقاً بالوقت الذي تقضيه مع طفلك وشعورك الجيد حيال الوقت الذي تمضيه مع طفلك. الاهتمام بنفسك جيد لك وبالتالي جيد للمحافظة على العلاقة مع الطفل بعمر 3-5 سنوات وتطورها.